تعريف الأندلس: (من كتابنا: فتح الأندلس في الاستشراق الإسباني المعاصر ما بين النفي والإثبات)
لا شك أن لكل مصطلح
دلالاته التي تخرجه من صورته اللفظية، أي من معناه اللغوي إلى معنى آخر يتحدد
ارتباطا بأصوله التاريخية وسياقات إنتاجه، وكلما كشفنا عن هذه الأصول وتلك
السياقات إلا وتبدى لنا المعنى وبانت لنا مدلولاته. وبما أن الأندلس موضوعة أساسية لهذا العمل، سيكون انشغالنا
الأساسي فيما يلي، توضيح أصل تسمية الأندلس بهذا اللفظ، اعتمادا على المعاجم
والقواميس، مع الوقوف على أهم الفرضيات حول هذه الأخيرة، فضلا عن تأطير المصطلح
وفقا لأبعاده المتعددة: السياسية والإدارية والسوسيو ثقافية والجغرافية.
1. أصل
التسمية بلفظ الأندلس:
الأندلس، هو الإسم
العربي الذي أطلقه العرب أول الأمر على مجموع الأراضي التي دخلوها واستقروا بها
إبان الفتح في شبه الجزيرة الإيبيرية، ليشمل بعدها كل المنطقة (إسبانيا والبرتغال
اليوم) وذلك بعد السيطرة على معظمها. غير أن هناك من يرى أن هذه الكلمة ليست عربية
"اشتقها العرب من كلمة فاندلوسيا، وهو اسم مأخود من قبائل الفاندال الجرمانية
التي استقرت في تلك المناطق الجنوبية من إسبانيا بعد هجرة طويلة من سواحل بحر
الشمال وأعطت اسمها لتلك البقاع قبل أن يطردها القوط من هناك..."[1] وهذا
نفس ما ذهب إليه "أحمد مختار العبادي" حيث يقول: "وكلمة أندلس
اشتقها العرب من كلمة واندلوس وهي إسم قبائل الوندال الجرمانية التي اجتاحت أوربا
في القرن الخامس الميلادي واستقرت في السهل الجنوبي الإسباني وأعطته اسمها، ثم جاء
العرب وعربوا الإسم إلى أندلس"[2]، نفس
الأمر يشير إليه الكاتب الإسباني "خوليو رييس روبيو" عند حديثه عن الأمم
التي غزت إسبانيا حيث يقول: "من بين القبائل الغازية كان الوندال الذين اشتق
العرب منهم اسم الأندلس الذي أطلقوه على إسبانيا"[3]،
وهذا نفس ما ذهب إليه كذلك حسين مؤنس حيث يذكر ما يلي: "ولفظ الأندلس
مُعَرَّبٌ جاء من لفظ "الوندال" الذين يسمون في اللغات الأوروبية
"الفاندال أو الفاندالوس" وهذا القبيل من المتبربرين غزا شبه الجزيرة في
القرن الخامس الميلادي، وانحدر إلى الجنوب تدفعه قبائل أخرى جرمانية، حتى انتهى
إلى الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة، وهناك أقام زمنا طويلا وسُمّي ذلك الطرف
الجنوبي باسم "فاندلوسيا أو واندالوسيا" وبهذا الإسم عرفه البربر الذين
يقيمون على بحر الزقاق. وعندما وصل العرب قيل لهم إن هذه أرض "وندلس"، وحرف
"الواو" هو أداة التعريف في لهجة بربر طنجة، فعُرِّبَ الاسم إلى
"الأندلس""[4]. في
حين يرى البعض الآخر أن أول ظهور لاسم الأندلس كان عند العرب بالرغم من أن أصله
مشوب ببعض الغموض شأنه في ذلك شأن الإسمين القديمين: إيبيريا عند اليونان وإسبانيا عند الرومان[5].
وبالرجوع إلى معجم البلدان، نجد في مادة الأندلس أنها "كلمة عجمية لم
تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتها العرب في الإسلام"[6]. وقد
أرجع بعض العرب أصل اشتقاق الكلمة إلى أسماء الأجداد حيث قالوا "إنما سُمِّيت
بأندلس ابن طوبال بن يافث بن نوح"[7]. أما في "الروض المعطار"
فنجد "الحميري" يقول في شأن اسمها: "وقيل اسمها في القديم اِبارية
ثم سُميت بعد ذلك باطقة ثم سُميت اِشبانية من اِسم رجل مَلَكَها في القديم كان
اسمه إشبان، وقيل سميت بالإشبان سكنوها في الأول من الزمان وسُميت بعد ذلك
بالأندلس من أسماء الأندليش الذين سكنوها"[8]، وهذا يتوافق مع ما ساقه
"ابن عذاري" في
بيانه إذ قال: "وقيل إن أول من نزل الأندلس بعد الطوفان قوم يعرفون
بالأندَلِش (بشين معجمة)، فسُمِّيَت بهم الأندَلُس (بالسين غير معجمة)
..."[9]، كما
يذكر إشبان هذا الذي ذكره الحميري. وهو نفس ما يذكره "البكري" حيث يقول:
"وسميت بعد ذلك بالأندلس من أسماء الأندليش الذين سكنوها..."[10].
وبما أن المسلمين لم يفرضوا سيطرتهم على كل البلاد الإسبانية؛ فإن
هذا يعني أن لفظ الأندلس لم يشمل كل جغرافيا شبه الجزيرة الإيبيرية[11] بل
اقتصر على مناطق نفوذ وسيادة المسلمين، هذا المدلول الجغرافي الذي سيتقلص تدريجيا
مع تقلص الواقع السياسي و"فقدان المسلمين للعديد من المناطق التي كانوا
يسيطرون عليها"[12]،
حتى صار لا يدل على أكثر من الجنوب الإسباني ثم أضحى في النهاية "مرادفا لمملكة
غرناطة في الزاوية الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة
الإيبيرية واستمر كذلك حتى ما بعد سقوط هذه المملكة مطلع سنة 1492م وإلى اليوم "[13].
وهذا ما تفرد بذكره الإدريسي حيث اقتصر تسمية الأندلس، المسماة إشبانية، على الجزء
الجنوبي الذي كان يتواجد فيه المسلمون والذي وصفه بـ"خلف الجبل المسمى
بالشارات في جهة الجنوب" في حين كان الجزء الشمالي الواقع "خلف الجبل في
جهة الشمال يسمى قشتالة"[14]؛
وحسب توصيف "مونتغمري وات":
"لم يكن للأندلس حدود شمالية بالمعنى الحديث للكلمة. فقد كانت تفصل المنطقة
التي كان المسلمون يسيطرون عليها عن المنطقة التي تسيطر عليها دول إسبانيا
المسيحية مناطق تنعدم فيها السلطة وتتحول إلى أرض غير
تابعة لأي من الدول المتاخمة"[15].
وبعد انتهاء الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية سيطلق الإسبان إسم
"أَنْدالوثِيَّا" Andalucia على المقاطعات الجنوبية الإسبانية، وهي المتكونة
حاليا من ثمانية أقاليم: ألمرية، قادش، قرطبة، غرناطة،
وليبة، جيان، ملقة والعاصمة إشبيلية. وقد ورد
ذكر الأندلس في عهد متقدم يرجع إلى مستهل عام 98هـ/716م على دينار مكتوب
بلغتين، والنقش اللاتيني فيه يورد لفظ "إسبانيا" مرادفا للأندلس[16].
وبالرجوع إلى بعض
المعاجم الإسبانية نجد على سبيل المثال في معجم الأكاديمية الملكية الإسبانية أن
كلمة "أندلسي" andalusí تعني: "ينتمي أو مرتبط بالأندلس أو إسبانيا المسلمة"[17]، وفي معجم
آخر نجد نفس المعنى لنفس الكلمة مع إضافة تنبيه أنه من الخطأ خلطها مع كلمة
"أندلوث" andaluz
الذي يفسره أنه: "الذي هو من أندلوثيا Andalucía،
المنطقة ذات الحكم الذاتي في جنوب إسبانيا"[18]. نفس المعنى لنفس الكلمة
"أندلسي" نجده في معجم آخر، غير أنه هذه المرة، عندما يفسر معنى
"أندلوثي"، يضيف إلى ماسبق ذكره أنه "يقال كذلك باطقي Bético"[19]
نسبة إلى باطقة التي ذكرها الحميري. ويغيب ذكر اسم الأندلس في معاجم أخرى سواء مفردة أو بياء النسبة،
وتقتصر الإشارة فقط إلى "أندلوثي" و"أندلوثيسمو" [20].
وفي الموسوعة الإسلامية[21] نجد
أن اسم الأندلس كان يقصد به المناطق العربية الإسلامية في شبه
الجزيرة الإيبيرية إبان القرون الوسطى، فمنذ مطلع القرن الثامن
الميلادي، استعمل العرب هذا الإسم للدلالة عليها كلها، غير أن الاسم اقتصر فيما
بعد على مناطق النفوذ السياسي الإسلامي، وهذا ما يذكره كذلك "مونتغمري وات" إذ
يقول: "أطلق العرب اسم الأندلس على المناطق التي استولوا عليها من شبه جزيرة
إيبيريا...وقد
استعملت للدلالة فقط على القسم الذي خضع لحكم المسلمين من شبه الجزيرة"[22].
وقد اتخذ الاسم معنيين: أولهما جغرافي وآخر سياسي، كلا المعنيين تواجدا خلال
القرون التي عاشها المسلمون في إيبيريا دونما أي تناقض أو تعارض. وعند الحديث عن
أصل وتأثيل[23]
الكلمة، نجد أنه ليست هناك دلائل على استعمال اسم الأندلس قبل الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية سنة 97هـ/711م. إنها وُثِّقَتْ في
البداية على القطع النقدية الذهبية التي سكها "الحر بن عبد الرحمن
الثقفي" ثالث ولاة الأندلس ما بين سنتي 716/717م – 98هـ، والمزدوجة اللغة،
حيث نقش عليها بالعربية واللاتينية أنها سكت في الأندلس كمقابل
لــ"سبانيا" Spania.
يقول صاحب الروض المعطار: "واسم الأندلس في اللغة اليونانية اشبانيا"[24].
بالنظر لانعدام تفسير منطقي مستند إلى دلائل وحجج معتبرة في المراجع التاريخية،
نجد أن بعض الباحثين في القرنيين التاسع عشر والواحد والعشرين قد وضعوا أربع
اقتراحات[25]؛
وهي عبارة عن افتراضات لأصل تسمية "الأندلس" وهي:
أولا: فرضية رينهارت بيتر آن دوزي: Reinhart Pieter Anne
Dozy
يُرجِع "دوزي" لفظ الأندلس إلى أصل جرماني وندالي، وهو أقدم من قام
بصياغة هذه الفرضية؛ ناسبا إلى "الرازي" فكرة
أن أصل الإسم من "الفاندال" أو "الوندال" مضيفا أن مقطعا من
"أخبار مجموعة" ينص على أن الأندلس هو اسم مكان في شبه الجزيرة الإيبيرية وهو الذي سمي لاحقا بـ"طريفة" حيث
نزلت أول رحلة استكشافية بربرية سنة 91هـ/710م؛ ومن هنالك انتشر
الإسم ليعم باقي ربوع البلاد؛ وقد ربط "دوزي" بين ذلك المكان واسم
الوندال من خلال دراسته لنص مكتوب سنة 592 من الحقبة العامة لأسقف
تورس"غرغوريوس" مؤرخ الميروفنجيون[26]، والذي ينص على أن الوندال
عبروا مضيق جبل طارق في اتجاه شمال إفريقيا انطلاقا من "جوليا
طرادوكطا" Julia Traducta الإسم اللاتيني للمكان الذي وصل
إليه "طريف" قرونا بعد ذلك؛ بيد أنه على الرغم من ذلك فقد لاحظ
"دوزي" أن أيام الوندال بالمنطقة لم تكن بالطويلة حتى تترك ذلك الأثر
على عكس ما كان الحال عليه في شمال إفريقيا حيث عمروها قرنا من الزمن إلى غاية غزو
مملكتهم بقرطاجة من طرف الإمبراطور الروماني "جستنيان الأول"[27]،
لهذا فتسمية "أرض الوندال" تكون موافقة لهذه المنطقة الإفريقية أكثر
منها إلى شبه الجزيرة الإيبيرية؛ إلا أن الألماني "فيرنر فيسيشل" Werner Wycichl يستبعد إمكانية اشتقاق الكلمة من
الألمانية إلى العربية مباشرة، مرجحا أن يكون ذلك قد تم منها إلى البربرية، فتسمية
شبه الجزيرة الإيبيرية بـ"أرض الوندال" حسبه قد انتقل إلى العرب عن طريق
البربر[28]. ينسجم هذا مع
استغراب "طوماس ف. غليك" Thomas F. Glick أن
يكون العرب قد سموا مقاطعتهم الإيبيرية باسم سكان لم يعودوا يقطنون بها[29].
ثانيا: فرضية خواكين بالبي
برميخو:
Joaquín Vallvé Bermejo
وهو المستعرب الإسباني المزداد بمدينة تطوان المغربية سنة 1929م، وهو الذي يربط اسم
"جزيرة الأندلس" بالأصل الإغريقي اللاتيني حيث يرجح أنه ترجمة عن الإغريقية
لاسم "جزيرة أطلنطس"[30]، لكن
"ليس هناك دليل تاريخي يربط اسم الأندلس بأسطورة أطلنطس"[31]. بعدما يستبعد أن يكون للتسمية علاقة
بالوندال، الذين عبروا جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية في
اتجاه إفريقيا سنة 429م، بل إنه يعتبر أن لها أصلا قديما
يعود إلى ما قبل الإسلام.
ثالثا: فرضية هاينز هالم: Heinz
Halm
الباحث الألماني الذي
يرى أن كلمة الأندلس هو تعريب لكلمة "لاندهلوتس" landahlauts وهي ترجمة ألمانية للكلمة اللاتينية "سورتس غوتيكاس" Sortes Gothicas
التي استعملت في "قانون أوريسيانوس"[32]
للدلالة على "الكثير من الأرض" التي حددت للقوطيين بعد استيطانهم في
الجزء الجنوبي لبلاد الغال سنة 418 من الحقبة الحالية. غير أنه، وإن كانت فرضية "هاينز
هالم" مقبولة
من الناحية الفيلولوجية – ذلك أن كلمة "لاندهلوتس" مشابهة لكلمة الأندلس
من الناحية الصوتية – إلا أنها تفتقد إلى دعامة تاريخية مادية؛ فالقوط لم يخلفوا شيئا مكتوبا باللغة
القوطية يمكن الاستناد إليه في هذا الطرح، خاصة بعد تراجع اللغة القوطية واقتصارها
على الكنائس بعد اعتناق القوط للكاثوليكية سنة 589م، كما أن النصوص اللاتينية التي تؤرخ
لفترتهم لا تصف شبه الجزيرة الإيبيرية إلا باسم "هسبانيا".
رابعا: فرضية فدريكو كوريينطي كوردوبا: Federico
Corriente Córdoba
صاغ "فدريكو"
المستعرب الإسباني هذه الفرضية سنة 2008م، فهي بذلك فرضية
حديثة، مفادها احتمال إمكانية الأصل القبطي لكلمة الأندلس بخاصة في استعمالها للدلالة على الجنوب الغربي
لشبه الجزيرة الإيبيرية: "في
فترة الفتح الإسلامي لمصر. من المحتمل أن يكون السكان المحليون قد
أطلقوا اسم "إمندرليس" emender/lēs
على الجنوب الغربي، والتي
من المحتمل أن يكون العرب قد سمعوها "أمندليس" am+andalīs، وبما أن معظمهم كانوا من أصل يمني، سيترسخ لديهم أن "am" شكلا من أشكال التعريف
في لهجتهم عوض "ال، " ومنه تولد لفظ "الأندليس" al+andalīs "[33].
2. البعد
السياسي-الإداري والسوسيو-ثقافي للفظ الأندلس:
من المتداول كثيرا، كما
رأينا آنفا، أن آسم الأندلس، كان يطلق
للدلالة على التسمية التي كانت مستعملة من طرف العرب خلال القرون الوسطى للإشارة
إلى المناطق التي كان قد سيطر عليها المسلمون في مختلف فترات وجودهم في شبه
الجزيرة الإيبيرية على امتداد ثمانية قرون، منذ سنة 92هـ/711م إلى غاية 898هـ/1492م. انطلاقا من هذا
المعطى نستشف أن لفظ "الأندلس" لم يكن مصطلحا جغرافيا بحتا، أي أنه لم
يكن يشر إلى مكان محدد جغرافيا، أي بحدود مادية طبيعية من أنهار وجبال وبحار
وصحاري...بل إنه على العكس من ذلك كان يتخذ بعدا إداريا، وإن كان البعد الجغرافي
حاضرا بشكل ضمني، يشير إلى منطقة محدودة بحدود سياسية أكثر منها جغرافية. ولذلك
"لم تكن الأندلس اسم بلد محدود بحدود طبيعية، بل كان اسما لكيان سياسي، قائم
بطبيعة الحال في فضاء إقليمي، ولكن بحدود إدارية لا مادية"[34].
وهذا يجعل البعد الجغرافي ينصهر في البعد السياسي الإداري، بل هناك من جعل ذلك
البعد غائبا أو يكاد يغيب عند تحديده لاسم الأندلس باعتباره "مصطلحا يدل أولا
وأساسا على أمة سياسية-دينية-ثقافية"[35]. غير أن المراجع التاريخية
العربية تقدم لفظ الأندلس بمعنيين اثنين: أحدهما سياسي ضمني غير مصرح به تصريحا،
والآخر جغرافي محدد في المكان كمقابل للفظ "شبه الجزيرة الإيبيرية"، هذا
المعنى الجغرافي الأخير يرى "ألخاندرو غارسيا سان خوان" أنه
هو المعنى الأصلي الذي وُظِّف به اللفظ، كما يرى أنه استُعْمِل بمعنى سياسي
للدلالة على مملكة القوط بطليطلة[36]،
وهذا يعضده النقش الموجود على الدينار المزدوج اللغة الذي أشرنا إليه سابقا، والذي
كما أسلفنا ورد فيه اسم الأندلس كمقابل لـ"سبانيا" Spania،
وهذا يتوافق مع استعمال الجغرافيين العرب للفظ الأندلس بالمعنى عينه[37]،
فالأندلس حسبهم، وهم يطلقون عليها تلك التسميات التي رأينا، هي كل تلك المنطقة
الجغرافية المثلثة الشكل[38]
التي تشبه الجزيرة[39]،
والتي سماها اليونانيون والرومان سابقا "إيبيريا" Iberia و
"هسبانيا" Hispania،
وهذا ينم عن معرفتهم بالتسميات اللاتينية واليونانية التي كانت سائدة، غير أنه
بالرغم من ذلك، ما لبثوا أن أطلقوا على المكان تسميتهم الخاصة والتي لم ينفكوا عن
استعمالها منذئذ. يقول "خواكين بالبي" بهذا الصدد: "قبل الغزو
الإسلامي سنة 711م بكثير، كان العرب يطلقون اسم جزيرة الأندلس
على مملكة القوط بهسبانيا، وكانت تضم كل شبه الجزيرة الإيبيرية وكذا سِبْتِمانْيا
القديمة ما وراء جبال البرانس، والتي كانت عاصمتها نربونة. كانت تضم
جزيرة الأندلس كذلك الجزر الشرقية أو جزر البليار".[40]
يُعَدُّ "أحمد بن إسحاق" الشهير "باليعقوبي" أقدم من أطلق اسم
الجزيرة على الأندلس ما بين سنتي 889-890م حيث خصص فقرة قصيرة عنها بعنوان "جزيرة
الأندلس ومدنها"[41]،
كما استعمل نفس الإسم الجغرافي "ابن حوقل" حوالي
سنة 948م وذلك في كتابه "صورة الأرض" سواء في بداية
حديثه عنها إذ يقول: "فأما الأندلس فهي من نفائس جزائر البحر..."[42] أو
في ختام فقرته عنها حيث أنهاها بقوله: "...فهذه جملة من أخبار جزيرة
الأندلس"[43].
إن هذا الاستعمال
التاريخي للّفظ له أساس جغرافي، ذلك أنه يحيل على مناطق سيادة الرومان والقوط في
شبه الجزيرة الإيبيرية دونما تحديد طبيعي دقيق. تجدر الإشارة إلى أن
إطلاق اسم الجزيرة على الأندلس لم يكن مقتصرا فقط على الجغرافيين بل كان يشمل
مختلف الكتابات، سواء منها التاريخية[44] أو أدب الرحلة[45] أو
غيرها[46].
وبخلاف العرب والمسلمين، لم يستعمل النصارى اللاتينيو اللسان قط، تسمية
"الأندلس"، حتى الذين عاشوا منهم في كنف الحكم الإسلامي بها، وحينما
استعملوا لفظ "أندلوثيا" بداية القرن الثالث عشر، لم يكن إلا اشتقاقا منه، لكن
بمعنى آخر مخالف تماما له.
إذا كان المؤرخون
والجغرافيون العرب قد استعملوا لفظ الجزيرة أو شبه الجزيرة لوصف منطقة الأندلس، فمن
الناحية الجغرافية نجد أن الكتاب اللاتينيين، قبل دخول المسلمين إلى إسبانيا، استعملوا
لفظ "هسبانيا" بنفس
محتوى الوصف العربي، أي بكونها شبه جزيرة ثلاثية الشكل؛ فها هو "باولو
أوروسيو" Paulo
Orosio يخبر في بداية القرن الخامس أن
"هسبانيا، في العموم، بالنظر لشكل أراضيها، فإنها ثلاثية الشكل، وبالنظر
لأنها محاطة بالمحيط وبالبحر التّيرّاني، فإنها تصير شبه جزيرة"[47]،
نفس الوصف أطلقه عليها "إسيدورو الإشبيلي"، أهم مثقف
إسباني في القرن السابع الميلادي[48]
.
3. البعد
الجغرافي الطبيعي للفظ الأندلس:
إن إطلاق اسم الجزيرة أو
شبه الجزيرة على الأندلس ووصفها بالشكل الثلاثي كما
رأينا من طرف الجغرافيين العرب يتوافق والوصف اللاتيني، غير أن إطلاقهم لهذا الوصف
لا يشمل مناطق نفوذ المسلمين فقط، بل ينصرف في الوقت
ذاته، للدلالة على مجمل أراضي تلك الجزيرة والتي وضعوا لها حدودا طبيعية – وإن لم
تكن محددة التحديد الدقيق – غير أنها تنسجم مع وصفهم المطلق عليها. لكي يتضح لنا
ذلك، سنقف عند البعد الجغرافي للفظ الأندلس من خلال جغرافيين أندلسيين عاشا فيها
ووصفاها انطلاقا من تجربتهما الشخصية. أولهما ابن حوقل الذي يصف حدود الأندلس –
باعتبارها شبه جزيرة- كما يلي: "فأما مغرب هذه الجزيرة فمن مدخل خليج المغرب
المذكور ومصبّ مائه على البحر المحيط من نواحي لبله[49] وجبل العيون[50]، آخذا على لب[51]
وشِلْب[52]
إلى أن يتصل بشنتره[53]
والنهر الآخذ من سموره[54] مدينة الجلالقة إلى موضع مصبه من البحر
المحيط، وشمالها فمن شنتره ذاهبا على نواحي سموره وليون ويونه[55]من
بلاد جليقية، إلى أقاصي بلد جليقية، ومشرقها فمن مشارق جليقية إلى الخليج المغربي
على نواحي سرقسطة وضواحي وشقه[56]
وطرطوشه[57]وجميع
بلاد الإفرنجة من جهة البر، وجنوبيتها الخليج المذكور من بجانه[58]
تُجاه[59]
جزيرة صقلية على بلاد بلنسيه ومُرسيه وألمريّه ومالقه والجزيرة إلى ركن البحر
المحيط"[60].
وثانيهما الإدريسي الذي يصف حدود الأندلس كما يلي: "فنقول أما الأندلس في ذاتها
فشكل مثلث يحيط بها البحر من جهاتها الثلاث فجنوبها يحيط به البحر الشامي وغربها
يحيط به البحر المظلم وشمالها يحيط به بحر الانقليشين[61]من
الروم والأندلس طولها من كنيسة الغراب التي على البحر المظلم إلى الجبل المسمى
بهيكل الزهرة ألف ميل ومائة ميل وعرضها من كنيسة شنت ياقوب[62]
التي على أنف بحر الانقليشين إلى مدينة ألمرية التي على بحر الشام ست
مائة ميل"[63].
انطلاقا من هذين الوصفين يمكننا أن نستنتج أن العرب كانوا يصفون حدود الأندلس
بالاستناد إلى معيارين اثنين، فمنهم من كان يحددها بذكر أسماء أركان حدودها
البعيدة، ومنهم من كان يعتمد على ذكر خصائص جغرافية ذات حجم كبير كالجبال والبحار
والمحيطات، وفي كلتا الحالتين فإن كلا التحديدين يلتقيان في كونهما يتفقان
والتحديد الجغرافي لشبه الجزيرة الإيبيرية. ففي الوقت الذي يتم فيه تحديد الأركان الثلاثة التي تعطي الشكل
الثلاثي لجزيرة الأندلس، يتم تضمين أماكن ومناطق في شمال البلاد والتي لم تكن يوما
تابعة لمنطقة نفوذ المسلمين. هذه الأركان هي صنم قادش ومنارة هرقل في جليقية
ومعبد فينوس أو هيكل الزهرة[64]
الواقع بمنطقة "بور فيندرس" Port-Vendres الفرنسية حاليا والواقعة شرق جبال البرانس[65]،
التي يذكرها الجغرافيون العرب كركن يفصل شبه الجزيرة عن باقي بلدان القارة
الأوروبية، فمنهم من كان يذكرها بشكل ضمني دون تخصيصها باسم، مع الاكتفاء بذكر
وقوعها كحد بين الأندلس والبلاد الفرنسية، وهذا حال "ابن الشباط" الذي يذكر نقلا عن صاعد الأندلسي صاحب كتاب طبقات الأمم:
"قال والجبل الذي فيه هيكل الزهرة هو الحد الشرقي من الأندلس هو الحاجز ما
بين الأندلس وبين بلاد افرنسة من الأرض الكبيرة التي هي بلاد افرنجة العظمى"[66].
كما هو حال القزويني حيث يقول: "ليس فيها ما يتصل بالبر إلا مسيرة يومين،
والحاجز بين بلاد الأندلس وافرنجة جبل"[67].
وبخلاف هذين الجغرافيين نجد البعض الآخر يطلق أسماء على تلك السلسلة الجبلية كما
هو الحال بالنسبة للبكري الذي أسماه "ألبرت"، حيث يذكره في فصل بعنوان
"ذكر جبال الأندلس" مما يفهم منه أنه كان يعتبره ضمن بلاد الأندلس:
"ومنها جبل ألبرت، وهو الحاجز بين بلاد الإسلام وبلد غاليش"[68].
في حين يسميه "الزهري" بجبل " أَطْرَيْجَرْش " حيث يقول: "وهذا
الجبل المعروف بأطْرَيْجَرْش هو الفاصل بين بلاد الأندلس وبلاد الأفْرَنْج"[69].
بالإضافة إلى ذكر جبال البرانس واعتبارها الحد الفاصل بين الأندلس وباقي البلاد
الأوروبية تشترك الكتابات الجغرافية العربية في وصفها للأندلس بكونها محاطة بالبحر
من باقي الجهات.
انطلاقا من هذا التحديد
الجغرافي يمكننا أن نستنتج أن الجغرافيين العرب، كانوا يعرفون المنطقة بشكل جيد،
الشيء الذي يبدو جليا في وصفهم الدقيق لها، غير أنهم، حسب ذات الوصف، كانوا يطلقون
تسمية الأندلس ليس فقط للدلالة على مناطق
نفوذ المسلمين، بل إن التسمية كانت تشمل كل شبه الجزيرة الإيبيرية. فبالرغم من إشارتهم إلى مناطق تواجد النصارى فيها إلا أنهم كانوا
يعتبرون تلك المناطق تدخل ضمن جزيرة الأندلس، ومثال ذلك ما أورده البكري عند حديثه
عن حصة المسلمين منها حيث يقول: "ومسافة ما يملك المسلمون من الأندلس – وذلك
من أكشونبة[70]إلى مدينة أشقة[71]- فذلك ثلاثمائة فرسخ
طولا، ومن قرطاجنة الحلفاء إلى الفهمين[72]
ثلاثون فرسخا عرضا"[73].
من خلال هذه الأمثلة يظهر لنا توظيف لفظ الأندلس بمفهومه الجغرافي كان يشمل المجال
السياسي كذلك.
من الملاحظ كذلك، إضافة
إلى ما تم ذكره من إطلاق الجغرافيين العرب للفظ الأندلس على مناطق لم تكن يوما
تابعة للمسلمين، استمرار اعتبارهم وقوع مدن كانت قد سقطت من أيديهم واستولى عليها
النصارى القشتاليين - فيما سُمي بعد ذلك بعملية الاسترداد- ضمن الأندلس، نمثل على ذلك بما يذكره القزويني عن مدن مثل: شنترة[74]،
طركونة، طليطلة، لشبونة، وفي وصفه لكل منها يبدأ بـ:
"مدينة...بالأندلس"[75]،
وإن كان يشير في نهاية وصفه لها أنها صارت بيد الإفرنج. كذا هو الحال بالنسبة لابن
غالب عند حديثه عن مجموعة من المدن الأندلسية والتي بدورها كان قد فقد المسلمون
السيطرة عليها، يتعلق الأمر بكل من: لاردة[76] وإفراغة[77]
وطليلطة وطلبيرة...وإن كان يذكر بدوره أنها قد صارت مدنا تحت سيطرة
"العدو" حسب ذكره، حيث يقول عند ذكره لمدينة "لاردة"
و"إفراغة": " وتصيرت لاردة وإفراغة للعدو بجميع ما هنالك من
المعاقل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة عند دخوله طُرطوشة"[78].
وكذلك هو الحال بالنسبة للحموي والإدريسي وغيرهما من الجغرافيين الآخرين[79]،
وهو الأمر الذي سيدفع "ألخاندرو غارسيا سان خوان" إلى افتراض فهم ذلك وتفسيره كتعبير عن إدراك واع ورغبة من
أولئك الجغرافيين العرب باسترجاع تلك الأقاليم والمناطق وإعادة ضمها في المستقبل
إلى النطاق الإسلامي[80].
نَخْلُصُ من كل ما سبق،
إلى أن أبعاد توظيف لفظ الأندلس قد تعددت ما بين الجغرافي
الطبيعي والسياسي الإداري والتاريخي، فتارة تمتزج بعضها ببعض وتارة أخرى تستعمل
للتركيز على بعد واحد منها[81]،
وذلك حسب سياق الاستعمال ومقام الكلام، وإن كان البعد السياسي يحضر بشكل ضمني غير
مصرح به، فإن البعد الجغرافي حاضر بقوة ووضوح في كتابات الجغرافيين العرب سواء
الأندلسيين أو المغاربيين أو المشارقة، والذين وصفوا الأندلس بنفس الوصف الذي
ينطبق على شبه الجزيرة الإيبيرية، يبدو ذلك واضحا بخاصة عند جغرافيي القرنين الحادي عشر والثاني
عشر الميلادي أمثال: "البكري" و"صاعد الأندلسي"
و"الإدريسي".
كما نستخلص أن العرب، وإن
كانوا يطلقون أسماء محددة على المناطق التي كان يسيطر عليها النصارى، إلا أنهم لم
يطلقوا للدلالة على كل شبه الجزيرة الإيبيرية إلا لفظ "الأندلس"، بيد أن دلالته الجغرافية تقلصت بتقلص رقعة الوجود الإسلامي
فيها بطبيعة الحال كما هو معلوم.
د. يونس المرابط
[1] شاكر مصطفى، الأندلس في التاريخ، (دمشق-سوريا، منشورات وزارة الثقافة، د.ط، 1990م)، ص 6.
[2] أحمد مختار العبادي، في
التاريخ العباسي والأندلسي، (بيروت، دار النهضة العربية، د.ط، 1971م)، ص 227.
[3] خوليو رييس روبيو، الأندلس بحثا
عن الهوية الغائبة، ترجمة وتقديم:
غادة عمر طوسون ورنا أبو الفضل، مراجعة سرى عبد اللطيف، (القاهرة-مصر، المركز
القومي للترجمة، ط1، 2014م)، ص 18.
[4] حسين مؤنس، معالم تاريخ المغرب والأندلس، (القاهرة-مصر، دار
الرشاد، ط5، 2000م)، ص 263.
[5] ج.س كولان، الأندلس، ترجمة: ابراهيم خورشيد، عبد الحميد يونس، حسن عثمان، (بيروت، دار
الكتاب اللبناني، ط1، 1980م)، ص 17.
[6] الحموي، معجم
البلدان، (بيروت، دار صادر، مج1، د.ط، 1977م)، ص 262.
[7] أحمد بن محمد التلمساني المقري، نفح الطيب من عصن
الأندلس الرطيب، تحقيق: إحسان عباس، (بيروت، دار صادر مج1، 1988م)، ص 125.
وهذا قول بعيد عن الصواب ومنه قولهم: إن أندلس
ابن طوبال هذا كان يصاحبه أخ له يدعى سبت بن يافث فنزل العدوة المقابلة للأندلس
بالمكان المعروف الآن باسمه وهو سبتة!
[8] محمد بن عبد المنعم
الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق إحسان عباس، (لبنان، مكتبة
لبنان، ط1، 1975م)، ص 32.
[9] ابن عِذارِي المراكشي، البيان المغرب في
أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ومراجعة: ج.س. كولان و إ. ليفي
بروفنسال (بيروت، دار الثقافة، ج2، ط2، 1400هـ/1980م)، ص 1-2.
[10]
أبو عبيد البكري، المسالك والممالك، تحقيق: أدريان فان ليوفن وأندري فيري، (بيروت،
دار الغرب الإسلامي، 1992م)، ص 890. كما يذكر البكري أسماء أخرى للأندلس وهي: إبارية، باطقة،
إشبانية، إشبارية.
[11] وإن كان قد أطلق في البداية على شبه الجزيرة الإيبيرية كلها. ينظر في هذا الصدد: أحمد مختار العبادي، في
تاريخ المغرب والأندلس، (بيروت-لبنان، دار النهضة العربية، ب.ط). ص17.
[12] Alejandro García Sanjuán, “El significado geográfico del topónimo Al-Ándalus en las Fuentes árabes”, Anuario de estudios medievales 33, n.1, (2003), p 36.
[13]
شاكر مصطفى، نفسه، 6.
[14] الإدريسي محمد بن محمد بن
عبد الله بن إدريس الحمودي. نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، (مصر- القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، مج2،
1422هـ/2002م)، ص 536.
[15] مونتغمري
وات، في تاريخ إسبانيا الإسلامية، ترجمة محمد
رضا المصري، (بيروت-لبنان، شركة المطبوعات للتوزيع
والنشر، ط2،
1998م)، ص 49.
[16]
ج.س كولان، نفسه، 58.
الإشارة إلى نقش القطع
النقدية(الدنانير) سنجد الإشارة إليه كذلك في موقع ويكيبيديا الإنجليزي، وهي
الدنانير المزدوجة اللغة المكتوبة باللغتين العربية واللاتينية والتي سُكَّت سنة 716م من طرف المسلمين في إيبيريا.
ينظر: https://en.wikipedia.org/wiki/Al-Andalus#cite_note-Vallv.C3.A91986-10
زرته بتاريخ: 09/10/2017م. نفس الإشارة سنجدها في النسخة
الثالثة من الموسوعة الإسلامية الصادرة حديثا، والتي سنتطرق إليها في ثنايا هذا
المبحث.
[17] Diccionario de la lengua española,
(Madrid, Real Academia Española, ed.21, T.1, 1992), p 137.
[18] Diccionario actual de la lengua española, (Barcelona, Ed. Biblograf, 1a ed. marzo,
1990), p 105.
[19] Gran Sopena, Diccionario Ilustrado de
la lengua española, (Barcelona, Editorial Ramon
Sopena, T.1, 1980), p 202.
[20] ينظر على سبيل المثال:
Diccionario Ilustrado Océano de
la lengua española, (Barcelona, Océano grupo editorial, 1994), p 95.
[21] The
Encyclopaedia of Islam Three, Edited by: Kate Fleet, Gudrun Krämer, Denis
Matringe, John Nawas and Everett Rowson, (Leiden, Boston, Brill
2017), pp 18-24.
[22] مونتغمري وات، نفسه، ص 33.
[23] علم أصول الكلمات أو الإيتيمولوجيا. ينظر: عبد الحق فاضل، مغامرات
لغوية، (بيروت -لبنان، دار العلم للملايين، 1990م).
[24] الحميري، نفسه، ص 32.
[25]
Alejandro García
Sanjuán, “Al-Andalus, etymology and name”, Encyclopaedia of islam, 3, Brill, Leiden-Boston,
(2017), pp 19-20.
[26] سلالة من قبائل السليان من الفرنكيين هم أول من حكم الفرنكيين إلى حد كبير في المنطقة
المقابلة لفرنسا من منتصف الخامس إلى منتصف القرن الثامن. ينظر كلمة "ميروفنجيون" في موقع ويكيبيديا الموسوعة
الحرة. آخر زيارة بتاريخ 12 أكتوبر 2017م. ولعل النص المقصور هو من عمله المشهور "تاريخ
الفرنكويين" Historia Francorum.
[27] باللاتينية: Flavius Petrus Sabbatius
[28] Werner Wycichl, “Al-Ándalus, sobre la historia de un
nombre”, Al-Ándalus 17,
(1952), pp 449-450.
[29]
ينظر مقدمة الكتاب التالي:
Thomas F Glick, Islamic
and Christian Spain in the early middle Ages, Brill,
(Leiden, Boston, Second,
revised edition, 2005).
[30] حيث
يقول: "أنا أعتقد أن تسمية جزيرة الأندلس هي
ترجمة محضة وبسيطة لجزيرة الأطلسي أو جزيرة أطلنطس"
“Yo creo que
la denominación Chaziratal-Andalus (isla de al- Ándalus) es una traducción pura y
simple de Isla del Atlántico o Atlántida”,
Joaquín Vallvé Bermejo, “la conquista y sus
itinerarios”,
Cuadernos de historia 16, no.156, (1989), p 4.
[31] The
Encyclopaedia of Islam, 20.
ينظر كتابه الذي ضمنه فصلا بعنوان "اسم
الأندلس" El nombre de Al-Ándalus وعنوانه:
La división territorial de la España
musulmana الصادر سنة 1986م، بمدريد عن قسم الدراسات العربية بمعهد فقه اللغة
التابع للمجلس الأعلى للأبحاث العلمية.
[32] من أقدم القوانين الألمانية
التي كانت تحكم القوط، سُنَّتْ بأمر من "أوريك" ملكهم ما بين سنتي 464و484م. للمزيد ينظر:
https://en.wikipedia.org/wiki/Code_of_Euric
زرته بتاريخ 13
أكتوبر 2017م.
[33] Federico Corriente Córdoba, “Coptic loanwords of Egyptian
Arabic in comparison with the parallel case of Romance loanwords in Andalusi
Arabic, with the true Egyptian etymon of Al-Andalus”, Collectanea Christiana Orientalia
5, Universidad
de Córdoba, Servicio de Publicaciones, (2008), p116.
ونصه:
“in the epoch of
the Islamic conquest of Egypt, the local population must have called the
Southwest *emender/lēs, which the Arabs would hear as *am+andalīs and, most of
them being of Yemenite extraction80, they would metanalyze /am+/ as their own
dialectal shape of the definite article, instead of /al+/, i.e., thus producing
a standard /al+andalīs/”.
[34]Alejandro García Sanjuán, “Al-Andalus, etymology and name”, p 5.
[35]Pedro Chalmeta Gendrón, “Presupuestos políticos e instrumentos institucionales y jurídicos en
Al-Ándalus”, En “V Semana de Estudios Medievales, Logroño (Nájera, 1 al 5 de agosto
de 1994)”, p 52.
[36]García Sanjuán. Alejandro. Ibid, p 9.
[37]
ينظر على سبيل المثال ما ذكره البكري والحميري فيما أسلفناه، وما ذكره الإدريسي في
نزهة المشتاق كذلك.
[38] يقول الحموي: "هي جزيرة ذات ثلاثة أركان مثل شكل المثلث، قد أحاط
بها البحران..." ينظر نفس كتابه السابق. ص262.
[39] كان الكثير من المؤرخين والجغرافيين العرب يطلقون اسم الجزيرة على
الأندلس ولو
لم تكن كذلك كما هو الحال عند قولهم "جزيرة العرب"، غير أن الحموي سيبين
ذلك ويذكر أنها شبه جزيرة وليست بالجزيرة التي يحيط بها البحر من كل جانب: "
...ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد، ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت
الأندلس جزيرة منقطعة عن البر فاعرف ذلك، فإن بعض من لا علم له يعتقد أن الأندلس
يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمى جزيرة، وليس الأمر كذلك وإنما سميت
جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب..." نفسه، ص 263.
[40]Joaquín Vallvé Bermejo, “Al-Ándalus como España”,
En: España, Reflexiones sobre el ser de España, (Madrid, Real academia
de la historia, 2aed, 1998), p 77.
[41] اليعقوبي، كتاب البلدان، (ليدن،
مطبعة بريل، 1860)، ص 143-145.
[42]
أبو القاسم بن حوقل النصيبي، كتاب صورة الأرض، (بيروت-لبنان، دار مكتبة
الحياة، 1992)، ص 104.
[43] نفسه، ص 112.
[44]
ينظر على سبيل المثال كتاب "الاكتفاء في أخبار الخلفاء" لصاحبه:
ابن الكردبوس. تحقيق صالح بن عبد الله الغامدي، (المدينة
المنورة، الجامعة الإسلامية، ط1، 1429هـ/2008م)، حيث يقول في الصفحتين 998-999 من الجزء الثاني: "فتحت العرب هذه الجزيرة
وتملكوا أكثرها".
[45] ككتاب "تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار" لصاحبه: الأندلسي،
محمد بن أحمد بن جبير، تحقيق علي كنعان، (أبو ظبي-الإمارات العربية المتحدة، دار
السويدي للنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، 2008م)، نجده يقول في الصفحة 272:
"فأقلعنا بها ونحن في أربعة مراكب كلها تؤمل جزيرة الأندلس". وللإشارة فهو كتاب يحكي فيه عن رحلته
من غرناطة حاجا
لبيت الله الحرام ما بين سنتي 1183 و1185م.
[46] كالرسائل التي تتطرق إلى فضل الأندلس، نذكر على سبيل المثال رسالة اسماعيل بن
محمد الشقندي التي أوردها المقري، وهي التي يذكر فيها لفظ "جزيرة
الأندلس" حيث يقول في مطلعها: "الحمد لله الذي جعل لمن يفخر بجزيرة
الأندلس أن يتكلم ملء فيه".
المقري، نفسه، مج3، ص 187.
[47]Orosio, Historias, Introducción, traducción y
notas de Eusquio Sánchez Salor, (Madrid, Editorial Gredos, 1982), p 96.
[48]San Isidoro de Sevilla, Etimologías, Ed y Trad.
José Oroz Reta y Manuel-A. Marcos Casquero, (Madrid, Biblioteca de autores
cristianos, 2004), p 26.
[49] المقصود بها مدينة نييبلة Niebla الواقعة في مقاطعة ولبة Huelva التابعة لمنطقة أندلوثيا جنوب إسبانيا.
[50] هي مدينة خيبراليون Gibraleónالتي تقع بدورها في
مقاطعة ولبة.
[51] هي ليبي Lepe التي
تقع بدورها في نفس المقاطعة.
[52] هي مدينة سيلفس Silves التي تقع في جنوب البرتغال تابعة لمقاطعة الغرب.
[53] هي مدينة سنترا Sintra الواقعة
في منطقة لشبونة بالبرتغال.
[54] ثامورا Zamora وهي
مدينة إسبانية تقع في الشمال الغربي ضمن حدود منطقة قشتالة وليون.
[55] هكذا أوردها لكن لم نستطع تحديد ما يقصده.
[56] ويسكا Huesca وهي عاصمة مقاطعة وسكا التي
تقع في منطقة أراغون.
[57] هي Tortosa إحدى مدن منطقة كاطالونيا الإسبانية.
[58] هي مدينة Pechina تقع في منطقة ألمرية جنوب شرق إسبانيا.
[59] يوردها
ابن حوقل هكذا
"إلى تجاه" فقمنا بتصحيحه، إذ إن ظرفا المكان لا يجتمعان.
[60] ابن حوقل، نفسه، ص 105.
[61] يقصد بحر الإنجليزيين.
[62] أي سانتياغو Santiago.
[63] الإدريسي. نفسه، مج2، ص 535.
[64] كذا أورده صاعد الأندلسي، ينظر: صاعد بن أحمد الأندلسي
القرطبي، كتب طبقات الأمم، نشر وتذييل وفهرسة الأب لويس شيخو، (بيروت، المكتبة
الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، 1912م)، ص 63.
[65] كذلك يذكر هذه الأركان البكري، غير أنه بالنسبة للركن الثاني لم يكن
واضحا في وصفه حيث يقول في شأنه: "والركن الثاني هو بشرقي الأندلس بين
مدينة نربونة ومدينة برذيل بإزاء جزيرتي ميورقة ومنورقة بمجاورة البحرين البحر
المحيط والبحر الشامي المتوسط، وبينهما المدخل الذي يعرف بالأبواب، وهو المدخل إلى
الأندلس من الأرض الكبيرة على بلد إفرنجة، ومسافته بين البحرين مسيرة يومين، ويقابل
مدينة برذيل مدينة نربونة على البحر المحيط".
البكري،
نفسه، ص 893.
[66] أحمد مختار العبادي، "قطعة في وصف الأندلس وصقلية من كتاب صلة السمط وسمة المرط لابن الشباط"، صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في
مدريد، مج14، (1967-1968م)، ص 102-103.
[67] زكرياء بن محمد بن محمود القزويني، آثار البلاد وأخبار العباد، (بيروت،
لبنان، دار صادر، د.ط)، ص 503.
[68] البكري، نفسه، 895.
[69] محمد بن أبي بكر الزهري، كتاب الجغرافية، تحقيق: محمد حاج
صادق، (مصر، مكتبة الثقافة الدينية، د.ط)، ص 80.
[70] تعريب للاسم الروماني Ossónoba وهي
مدينة "فارو" البرتغالية حاليا.
[71] مدينة ويسكا Huesca
الإسبانية حاليا.
[72] المقصود بها Alfamin وهي Alamín المدينة المدمرة الواقعة على وادي ألبرش شمال إسكلونة في طليطلة. للمزيد ينظر:
Antonio Malalana Oreña, La
villa de Escalona y su tierra a finales de la edad media, (Escalona-Toledo,
Fundación Felipe Sánchez Cabezudo, 2002), p 45.
ينظر كذلك:
Julian Montemayor, Tolède
entre fortune et déclin (1530-1640), (France, Presses universitaires de
Limoges, 1996), p 93.
[73] البكري، نفسه، ص 900.
[74] سنترا sintra البرتغالية
حاليا.
[75] القزويني، ن.م،
542-545، 547، 555.
[76] وهي مدينة ليريدا Lérida في منطقة
كاطالونيا الإسبانية حاليا.
[77] هي مدينة فراغا Fraga الواقعة في منطقة أراغون الإسبانية حاليا.
[78] لطفي عبد البديع، "نص أندلسي جديد، قطعة من كتاب فرحة
الأنفس لابن غالب عن كور الأندلس ومدنها بعد الأربعمائة"، مجلة
معهد المخطوطات العربية، مج1، ج2، جامعة الدول العربية، (رمضان 1473هـ/مايو 1955م)، ص
286.
[79] نسوق مثالا آخر قد يبدو فيه بعض التناقض حيث يصف القلقشندي مدينة
برشلونة باعتبارها تقع خارج الأندلس وفي
ذات الوقت يعود ليموقعها بشرق الأندلس: " ...وهي خارجة عن الأندلس في بلاد
الفرنج...وهي الآن قاعدة ملك النصارى بشرق الأندلس "، مما يزكي القول بأن
اللفظ قد أطلقوه في أحيان كثيرة للدلالة على شبه الجزيرة الإيبيرية وإن
كانوا يطلقونه في الوقت ذاته أحيانا أخرى على مناطق نفوذ المسلمين بها.
ينظر:
أحمد القلقشندي، صُبْحُ آلأعشى، (القاهرة- مصر، دار
الكتب الخديوية، ج5، 1333هـ/1915م)، ص 233-234.
[80] García Sanjuán. Alejandro, p 27.
[81] كما هو الحال بالنسبة للبكري في قوله: "والأندلس دار جهاد وموطن رباط".
نفسه، ص 898.
مقالة مفيدة👇
هناك مقالة جد مهمة للدكتور "روضولفو خيل بن أمية غريماو" عن مفهوم الأندلس وتطوره عبر التاريخ، ومعناه وأهميته في الفكر المعاصر، يبرر فيها ضرورة أإعادة قراءة التراث الأندلسي، ولماذا هي حاضرة حتى الآن فكرة الأندلس.
ينظر:
Rodolfo Gil Benumeya Grimau, "Al-Ándalus, conjunción de culturas", Cuadernos andalusíes - 3, Centro de estudios Al Andalus y de Diálogo de civilizaciones, Marruecos, (2008), pp 7-22.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire